كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: لما شب وعقل أخذ يتكلم بالحق وينكر عليهم فأخافوه فلا يدخل المدينة إلا على تغفل {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذا مِن شِيعَتِهِ} ممن شايعه على دينه من بني إسرائيل.
قيل: هو السامري، وشيعة الرجل: أتباعه وأنصاره {وهذا مِنْ عَدُوّهِ} من مخالفيه من القبط وهو قانون، وقيل: فيهما هذا وهذا وإن كانا غائبين على جهة الحكاية أي إذا نظر إليهما الناظر قال: هذا من شيعته وهذا من عدوه {فاستغاثه} فاستنصره {الذى مِن شِيعَتِهِ عَلَى الذي مِنْ عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ موسى} ضربه بجمع كفه أو بأطراف أصابعه {فقضى عَلَيْهِ} فقتله {قَالَ هذا} إشارة إلى القتل الحاصل بغير قصد {مِنْ عَمَلِ الشيطان} وإنما جعل قتل الكافر من عمل الشيطان وسماه ظلمًا لنفسه واستغفر منه لأنه كان مستأمنًا فيهم ولا يحل قتل الكافر الحربي المستأمن، أو لأنه قتله قبل أن يؤذن له في القتل، وعن ابن جريج: ليس لنبي أن يقتل ما لم يؤمر {إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} ظاهر العداوة.
{قَالَ رَبّ} يا رب {إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى} بفعل صار قتلًا {فاغفر لِى} زلتي {فَغَفَرَ لَهُ} زلته {إِنَّهُ هُوَ الغفور} بإقالة الزلل {الرحيم} بإزالة الخجل {قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا} معينًا {لّلْمُجْرِمِينَ} للكافرين و{بما أنعمت} على قسم جوابه محذوف تقديره أقسم بإنعامك علي بالمغفرة لأتوبن فلن أكون ظهيرًا للمجرمين، أو استعطاف كأنه قال: رب اعصمني بحق ما أنعمت علي من المغفرة فلن أكون إن عصمتني ظهيرًا للمجرمين، وأراد بمظاهرة المجرمين صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثيره سواده حيث كان يركب بركوبه كالولد مع الوالد.
{فَأَصْبَحَ في المدينة خَائِفًا} على نفسه من قتله القبطي أن يؤخذ به {يَتَرَقَّبُ} حال أي يتوقع المكروه وهو الاستقادة منه أو الأخبار أو ما يقال فيه، وقال ابن عطاء: خائفًا على نفسه يترقب نصرة ربه.
وفيه دليل على أنه لا بأس بالخوف من دون الله بخلاف ما يقوله بعض الناس أنه لا يسوغ الخوف من دون الله {فَإِذَا الذى} {إذا} للمفاجأة وما بعدها مبتدأ {استنصره} أي موسى {بالأمس يَسْتَصْرِخُهُ} يستغيثه والمعنى أن الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانيًا من قبطي آخر {قَالَ لَهُ موسى} أي للإسرائيلي {إِنَّكَ لَغَوِىٌّ مُّبِينٌ} أي ضال عن الرشد ظاهر الغي فقد قاتلت بالأمس رجلًا فقتلته بسببك، والرشد في التدبير أن لا يفعل فعلًا يفضي إلى البلاء على نفسه وعلى من يريد نصرته.
{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ} موسى {أَن يَبْطِشَ بالذى} بالقبطي الذي {هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} لموسى والإسرائيلي لأنه ليس على دينهما، أو لأن القبط كانوا أعداء بني إسرائيل {قَالَ} الإسرائيلي لموسى عليه السلام وقد توهم أنه أراد أخذه لا أخد القبطي إذ قال له {إنك لغوي مبين} {ياموسى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا} يعني القبطي {بالأمس إِن تُرِيدُ} ما تريد {إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا} أي قتالًا بالغضب {فِى الأرض} أرض مصر {وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المصلحين} في كظم الغيظ، وكان قتل القبطي بالأمس قد شاع ولكن خفي قاتله، فلما أفشى على موسى عليه السلام علم القبطي أن قاتله موسى فأخبر فرعون فهموا بقتله.
{وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَا المدينة} هو مؤمن آل فرعون وكان ابن عم فرعون {يسعى} صفة لرجل أو حال من رجل لأنه وصف بقوله: {من أقصى المدينة} {قَالَ يَا موسى أَنِ الملأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} أي يأمر بعضهم بعضًا بقتلك أو يتشاورون بسببك، والائتمار: التشاور.
يقال الرجلان يتآمران ويأتمران لأن كل واحد منهما يأمر صاحبه بشيء أو يشير عليه بأمر {فاخرج} من المدينة {إِنّى لَكَ مِنَ الناصحين} {لك} بيان وليس بصلة {الناصحين} لأن الصلة لا تتقدم على الموصول كأنه قال: إني من الناصحين، ثم أراد أن يبين فقال: لك كما يقال سقيًا لك ومرحبًا لك {فَخَرَجَ} موسى {مِنْهَا} من المدينة {خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} التعرض له في الطريق أو أن يلحقه من يقتله {قَالَ رَبّ نَجّنِى مِنَ القوم الظالمين} أي قوم فرعون.
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ} نحوها، والتوجه الإقبال على الشيء، ومدين قرية شعيب عليه السلام سميت بمدين بن إبراهيم ولم تكن في سلطان فرعون، وبينما وبين مصر مسيرة ثمانية أيام.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: خرج ولم يكن له علم بالطريق إلا حسن الظن بربه {قَالَ عسى رَبّى أَن يَهْدِيَنِى سَوَاء السبيل} أي وسطه ومعظم نهجه فجاءه ملك فانطلق به إلى مدين.
{وَلَمَّا وَرَدَ} وصل {مَاء مَدْيَنَ} ماءهم الذي يسقون منه وكان بئرًا {وَجَدَ عَلَيْهِ} على جانب البئر {أُمَّةً} جماعة كثيرة {مِنَ الناس} من أناس مختلفين {يُسْقَوْنَ} مواشيهم {وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ} في مكان أسفل من مكانهم {امرأتين تَذُودَانِ} تطردان غنمهما عن الماء لأن على الماء من هو أقوى منهما فلا تتمكنان من السقي أو لئلا تختلط أغنامهما بأغنامهم، والذود الطرد والدفع {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا} ما شأنكما وحقيقته ما مخطوبكما أي ما مطلوبكما من الذياد فسمي المخطوب خطبًا {قَالَتَا لاَ نَسْقِى} غنمنا {حتى يُصْدِرَ الرعاء} مواشيهم {يصدر} شامي ويزيد وأبو عمرو أي يرجع والرعاء جمع راعٍ كقائم وقيام {وَأَبُونَا شَيْخٌ} لا يمكنه سقي الأغنام {كَبِيرٌ} في حاله أو في السن لا يقدر على رعي الغنم، أبدتا إليه عذرهما في توليهما السقي بأنفسهما.
{فسقى لَهُمَا} فسقى غنمهما لأجلهما رغبة في المعروف وإغاثة للملهوف.
روي أنه نحى القوم عن رأس البئر وسألهم دلوًا فأعطوه دلوهم وقالوا: استق بها وكانت لا ينزعها إلا أربعون فاستقى بها وصبها في الحوض ودعا بالبركة.
وترك المفعول في {يسقون} و{تذودان} و{لا نسقي} و{فسقى} لأن الغرض هو الفعل لا المعفول، ألا ترى أنه إنما رحمهما لأنهما كانتا على الذياد وهم على السقي، ولم يرحمهما لأن مذودهما غنم ومسقيهم إبل مثلًا، وكذا في {لا نسقي} و{فسقى} فالمقصود هو السقي لا المسقى.
ووجه مطابقة جوابها سؤاله أنه سألهما عن سبب الذود فقالتا: السبب في ذلك أنا امرأتان مستورتان ضعيفتان لا نقدر على مزاحمة الرجال ونستحي من الاختلاط بهم فلابد لنا من تأخير السقي إلى أن يفرغوا.
وإنما رضي شعيب عليه السلام لابنتيه بسقي الماشية لأن هذا الأمر في نفسه ليس بمحظور والدين لا يأباه، وأما المروءة فعادات الناس في ذلك متباينة وأحوال العرب فيه خلاف أحوال العجم، ومذهب أهل البدو فيه غير مذهب أهل الحضر خصوصًا إذا كانت الحالة حالة ضرورة.
{ثُمَّ تولى إِلَى الظل} أي ظل سمرة، وفيه دليل جواز الاستراحة في الدنيا بخلاف ما يقوله بعض المتقشفة ولما طال البلاء عليه أنس بالشكوى إذ لا نقص في الشكوى إلى المولى {فَقَالَ رَبّ إِنّى لِمَا} لأي شيء {أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ} قليل أو كثير غثٍ أو سمين {فَقِيرٌ} محتاج، وعدي {فقير} باللام لأنه ضمن معنى سائل وطالب.
قيل: كان لم يذق طعامًا سبعة أيام وقد لصق بظهره بطنه.
ويحتمل أن يريد أني فقير من الدنيا لأجل ما أنزلت إلي من خير الدارين وهو النجاة من الظالمين لأنه كان عند فرعون في ملك وثروة، قال ذلك رضًا بالبدل السني وفرحًا به وشكرًا له.
قال ابن عطاء: نظر من العبودية إلى الربوبية وتكلم بلسان الافتقار لما ورد على سره من الأنوار.
{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى استحياء قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} على استحياء في موضع الحال أي مستحية، وهذا دليل كمال إيمانها وشرف عنصرها لأنها كانت تدعوه إلى ضيافتها ولم تعلم أيجيبها أم لا، فأتته مستحية قد استترت بكم درعها، و{ما} في {ما سقيت} مصدرية أي جزاء سقيك.
روي أنهما ما رجعتا إلى أبيهما قبل الناس وأغنامهما حفّل قال لهما: ما أعجلكما؟ قالتا: وجدنا رجلًا صالحًا رحمنا فسقى لنا.
فقال لإحداهما: اذهبي فادعيه لي فتبعها موسى عليه السلام فألزقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته فقال لها: امشي خلفي وانعتي لي الطريق {فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القصص} أي قصته وأحواله مع فرعون، والقصص مصدر كالعلل سمي به المقصوص {قَالَ} له {لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القوم الظالمين} إذ لا سلطان لفرعون بأرضنا، وفيه دليل جواز العمل بخبر الواحد ولو عبدًا أو أنثى والمشي مع الأجنبية مع ذلك الاحتياط والتورع.
وأما أخذ الأجر على البر والمعروف فقيل: إنه لا بأس به عند الحاجة كما كان لموسى عليه السلام، على أنه روي أنها لما قالت {ليجزيك} كره ذلك وإنما أجابها لئلا يخيب قصدها لأن للقاصد حرمة.
ولما وضع شعيب الطعام بين يديه امتنع فقال شعيب: ألست جائعًا؟ قال: بلى ولكن أخاف أن يكون عوضًا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نبيع ديننا بالدنيا ولا نأخذ على المعروف ثمنًا.
فقال شعيب عليه السلام: هذه عادتنا مع كل من ينزل بنا فأكل.
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ياأبت استجره} اتخذه أجيرًا لرعي الغنم.
رُوي أن كبراهما كانت تسمى صفراء والصغرى صفيراء، وصفراء هي التي ذهبت به وطلبت إلى أبيها أن يستأجره وهي التي تزوجها {إِنَّ خَيْرَ مَنِ استجرت القوى الأمين} فقال: وما علمك بقوته وأمانته؟ فذكرت نزع الدلو وأمرها بالمشي خلفه.
وورد الفعل بلفظ الماضي للدلالة على أن أمانته وقوته أمران متحققان.
وقولها {إن خير من استأجرت القوي الأمين} كلام جامع لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان الكفاية والأمانة في القائم بأمرك فقد فرغ بالك وتم مرادك، وقيل: القوي في دينه الأمين في جوارحه.
وقد استغنت بهذا لكلام الجاري مجرى المثل عن أن تقول استأجره لقوته وأمانته.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أفرس الناس ثلاث: بنت شعيب وصاحب يوسف في قوله: {عسى أَن يَنفَعَنَا} [يوسف: 21] {قَالَ إِنّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ} أزوجك {إِحْدَى ابنتى هَاتَيْنِ} قوله: {هاتين} يدل على أنه كان له غيرها وهذه مواعدة منه ولم يكن ذلك عقد نكاح إذ لو كان عقدًا لقال قد أنكحتك {على أَن تَأْجُرَنِى} تكون أجيرًا لي من أجرته إذا كنت له أجيرًا {ثَمَانِىَ حِجَجٍ} ظرف والحجة السنة وجمعها حجج والتزوج على رعي الغنم جائز بالإجماع لأنه من باب القيام بأمر الزوجية فلا مناقضة بخلاف التزوج على الخدمة {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا} أي عمل عشر حجج {فَمِنْ عِندِكَ} فذلك تفضل منك ليس بواجبة عليك، أو فإتمامه من عندك ولا أحتمه عليك ولكنك إن فعلته فهو منك تفضل وتبرع {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} بإلزام أتم الأجلين، وحقيقة قولهم: شققت عليه وشق عليه الأمر أن الأمر إذا تعاظمك فكأنه شق عليك ظنك باثنين تقول تارة أطيقه وطورًا لا أطيقه {سَتَجِدُنِى إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصالحين} في حسن المعاملة والوفاء بالعهد، ويجوز أن يراد الصلاح على العموم ويدخل تحته حسن المعاملة.
والمراد باشتراطه مشيئة الله فيما وعد من الصلاح الاتكال على توفيقه فيه ومعونته لأنه إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل ذلك.
{قَالَ} موسى {ذلك} مبتدأ وهو إشارة إلى ما عاهده عليه شعيب والخبر {بَيْنِى وَبَيْنَكَ} يعني ذلك الذي قلته وعاهدتني فيه وشارطتني عليه قائم بيننا جميعًا لا يخرج كلانا عنه، لا أنا فيما شرطت علي ولا أنت فيما شرطت على نفسك.
ثم قال: {أَيَّمَا الأجلين قَضَيْتُ} أي أي أجل قضيت من الأجلين يعني العشرة أو الثمانية.
و{أي} نصب ب {قضيت} و{ما} زائدة ومؤكدة لإبهام {أي} وهي شرطية وجوابها {فَلاَ عُدْوَانَ عَلَىَّ} أي لا يعتدى علي في طلب الزيادة عليه، قال المبرد: قد علم أنه لا عدوان عليه في أيهما ولكن جمعهما ليجعل الأقل كالأتم في الوفاء، وكما أن طلب الزيادة على الأتم عدوان فكذا طلب الزيادة على الأقل {والله على مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} هو من وكل إليه الأمر، وعدي ب {على} لأنه استعمل في موضع الشاهد والرقيب.
رُوي أن شعيبًا كانت عنده عصيّ الأنبياء عليهم السلام فقال لموسى بالليل: أدخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصي فأخذ عصا هبط بها آدم من الجنة، ولم يزل الأنبياء عليهم السلام يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب فمسها وكان مكفوفًا فضن بها فقال: خذ غيرهما فما وقع في يده إلا هي سبع مرات فعلم أن له شأنًا.
ولما أصبح قال له شعيب: إذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ على يمينك فإن الكلأ وإن كان بها أكثر إلا أن فيها تنينًا أخشاه عليك وعلى الغنم، فأخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر على كفها فمشى على أثرها فإذا عشب وريف لم ير مثله فنام فإذا التنين قد أقبل فحاربته العصا حتى قتلته وعادت إلى جنب موسى دامية، فلما أبصرها دامية والتنين مقتولًا ارتاح لذلك.
ولما رجع إلى شعيب مس الغنم فوجدها ملأى البطون غزيرة اللبن فأخبره موسى ففرح وعلم أن لموسى والعصا شأنًا وقال له: إني وهبت لك من نتاج غنمي هذا العام كل أدرع ودرعاء فأوحي إليه في المنام أن أضرب بعصاك مستقى الغنم ففعل ثم سقى فوضعت كلهن أدرع ودرعاء فوفى له بشرطه. اهـ.